M3.5 - سوسيولوجية الأديان

يعرف علم الاجتماع الديني في بداياته بأنه مشروع التفكيك العقلاني للشموليات الدينية. لقد ارتبط علم الاجتماع بالسؤال عن مصير ومستقبل الاديان في المجتمعات الحديثة. فإذا كان هذا العلم وليد الحداثة الغربية، وعلماء الاجتماع الكلاسيكيون هم من بين علماء اجتماع الحداثة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، فمقارباتهم النقدية وتحليلاتهم السياقية لحركة التاريخ في القرن التاسع عشر، توثق للتراجع الاجتماعي والانكماش المطرد لتأثير الديني- فكرا ومؤسسات- في حياة المجتمعات الحديثة التي عرفت نزعة دنيوية متأثرة بتوسع استعمال العلم وانتشار تأليه العقل والانسان.
دانيال هيرفي ليجيه، جان بول ويلام، سوسيولوجيا الدين، درويش الحلوجي (ترجمة)، المجلس الاعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، القاهرة، 2005، ص 10 (بتصرف)
فما الدين؟ وما التدين؟ وكيف قاربهما رواد علم الاجتماع؟
الجواب عن هذه الأسئلة، وأسئلة أخرى، نقدمها في درس سوسيولوجيا الأديان، متوسلين في ذلك الذهاب والإياب بين التقديم العام لمقاربة كل عالم اجتماع لمسألة الدين أو التدين، وبين تقديم مؤلف من مؤلفاتهم التي خصصوها لهذا الموضوع.
أما الدرس السوسيولوجي شكلا، فيعتمد على البناء المشترك للمعارف، مستعملين منهجية المحاضرة المقلوبة المرتكزة على الأندراغوجيا وليس البيداغوجيا.