M5.3 - سوسيولوجيا المقاولات

سوسيولوجيا المقاولة هي بشكل بسيط سوسيولوجيا تعنى بالظواهر التي تكون المقولة مسرحا لها. لعلكم يامعشر الطلاب تعلمون أن كل مجموعة إنسانية (groupe humain) كانت أسرة، جمعية، حزبا، نقابة، جماعة أصدقاء أو مقاولة، إلا وتنتج مشكلات. لا لشيء إلا لكون تفاعلات الأفراد المستمرة في الزمان تؤدي لامحالة إلى انبثاق المشاكل؛ وحيث أن الأفراد ينتمون لمجموعات، فإن تفاعلاتهم لا تكون لحظية بل مستمرة في الزمان، فيترتب عن ذلك مشكلات تستدعي وصفها وتفسيرها.
هذه الظواهر، أو المشكلات التي يكون سببها أولا تفاعاعلات الأفراد العاملين بالمقاولة، وتلك الظواهر أو المشكلات التي يكون سببها ثانيا تفاعل المقاولة مع محيطها هي موضوع سوسيولوجيا المقاولة. حاول مجموعة من علماء اجتماع المقاولة وصف هذه الظواهر، ثم تفسيرها. على إثر هذا الوصف والتفسير، ظهرت نظريات ونماذج للمقاولة. سنحاول في هذا المادة عرض بعضا منها. المقصود هنا ليس الإلمام التام بكل النظريات والنماذج لأن ذلك مستحيل لكثرتها، وتعدد المدارس والتيارات السوسيولوجيّة المهتمة بالمقاولة كموضوع. هذا من جهة. من جهة أخرى، المدارس والتيارات السوسيولوجيّة للمقاولة لم تتوقف أبدا عن انتاج نظريات ونماذج جديدة من طرف مختبرات وجامعات تهتم بهذا المجال. من هنا تتأتى استحالة الإحاطة الكلية بكل ما كتب في موضوع المقاولة. لكن ما سنعرضه يكفي لفهم سوسيولوجية المقولة.
الغاية من التدريس ليس معرفة كل شيء لأن ذلك مستحيل. الغاية من التدريس هو معرفة مبدأ بناء ألأفكار. الغاية من التدريس هو تمكين الطالب من فكر نقدي، أي حب طرح السؤال حول ما نقرأ وما يقدمه الأستاذ.