LFA35514-727728 M5.5 -لسانيات مقارنة - ذة سعاد الكتبية
M5.5 - لسانيات مقارنة
  ﻟﻡ ترق ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ المقارنة  ﺍﻟﺘﻲ ظهرت ﻓﻲ الأندلس في العاشر الميلادي إلى الدقة العلمية، فعلى الرغم من أن ﺍﻟﻠﻐﻭيين ﺍﻟﻌﺭﺏ واليهود الأوائل لم يتعمقوا ﻓﻲ ﻫﺫﺍ النوع من الدراسات المقارنة، إلا أن الفضل يرجع لهؤلاء في وضعهم اللبنات الأولى للمنهج المقارن، كما عُدّت مؤلفاتهم اللغوية أُسّ البناء للسانيات المقارنة التي ظهرت في الغرب في القرن التاسع عشر.
    ولم ترتكز الدراسات المقارنة على أسس علمية لتصبح علماً قائماً بذاته إلا في نهاية القرن الثامن عشر، وبداية القرن التاسع عشر، حيث شكلت هذه الفترة نقطة تحول في الدراسة اللغوية في الغرب، وساهمت بشكل كبير في تطوير بحوث أسر اللغات الإنسانية. ويعد وليام جونز(William Jones 1786م) ببحوثه حول اللغة السنسكريتية، أول من  مهد الطريق، لعلماء الغرب، الذي جاءوا من بعده، لمواصلة بحوثهم اللغوية في كل الاتجاهات . وتعتبر المدرسة الألمانية، السباقة إلى احتواءها واحتضانها المنهج المقارن، بعد أن عمد لغويوها، أمثال فريدريك شليغل (1808) ، إلى إرساء القواعد المقارنة وفق ما تقتضيه الدراسات اللغوية الحديثة. لقد تبنى شليغل نظرية القرابة اللغوية التي صارت من أشهر نظريات اللسانيات المقارنة في تقسيمها للغات إلى أسر وفصائل، ولاحظ وجود قرابة لغوية بين لغات كثيرة منتشرة في كل من آسيا وأوروبا، ولغات تتشابه فيما بينها منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشرق إفريقيا، وأخرى في شمالها ، فأطلق على المجموعة الأولى اسم أسرة اللغات الهندية- الأوروبية،  والثانية أسرة اللغات السامية ، والثالثة أسرة اللغات الحامية.